کد مطلب:241024 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:124

من أحب عاصیا فهو عاص
قال الشیخ الصدوق حدثنا أبوجعفر بن نعیم الشاذانی رضی الله عنه قال: أخبرنا أحمد بن إدریس قال: حدثنا إبراهیم بن هاشم عن إبراهیم بن محمد الهمدانی قال: سمعت الرضا علیه السلام یقول:

«من أحب عاصیا فهو عاص، و من أحب مطیعا فهو مطیع [1] و من أعان ظالما فهو ظالم [2] و من خذل عادلا فهو ظالم؛ إنه لیس بین الله و بین أحد قرابة، [3] و لاینال أحد ولایة الله إلا بالطاعة و لقد قال رسول الله - صلی الله علیه و اله - لبنی عبدالمطلب ائتونی بأعمالكم لابأحسابكم و أنسابكم قال الله تعالی: «فإذا نفخ فی الصور فلا أنساب بینهم یومئذ و لایتساءلون - فمن ثقلت موازینه فاولئك هم المفلحون - و من خفت موازینه فأولئك الذین خسروا أنفسهم فی جهنم خلدون» [4] .

لماذا صار محب العاصی عاصیا، و معین الظالم ظالما و خاذل العادل ظالما، و محب المطیع مطیعا؟

الجواب عن ذلك كله أن عصیان الله عزوجل وطاعته منشعبان عن الإیمان و الكفر الأصیلین، و نظیر الأمرین ما جاء فی جنود العقل و الجهل اللذین لاینفك عنهما الإیمان و الكفر و قد ذكر فی حدیث سماعة قال: «كنت عند أبی عبد الله علیه السلام و عنده جماعة من موالیه فجری ذكر العقل و الجهل فقال أبوعبدالله علیه السلام: اعرفوا العقل و جنده، و الجهل و جنده تهتدوا...» [5] و فیه «ثم جعل للعقل خمسة و سبعین جندا، فلما رأی الجهل ما أكرم به العقل و ما أعطاه، أضمر له العداوة فقال الجهل یا رب هذا خلق مثلی خلقته و كرمته و قویته و أنا ضده و لاقوة لی به فأعطنی من الجند مثل ما أعطیته فقال: نعم...».



[ صفحه 436]



و لیس نطقهما إلا بیان اقتضاء ما لكل منها من آثار الفضائل و الرذائل المنشعبة عنهما و منه أیضا ما جاء فی الحدیث الصادقی: «الناس یغدون علی ثلاثة، عالم و متعلم و غثاء، فنحن العلماء، و شبعتنا المتعلمون، و سائر الناس غثاء» [6] و النبوی: «أغد عالما أو متعلما أو أحب العلماء، و لاتكن رابعا فتهلك ببغضهم» [7] .

فالمحب لأهل العلم كالمحب للمطیعین و المبغض لأولئك كالمبغض لهؤلاء، علی أن الحب و المعاداة إذا كان أحدهما لأجل كون العبد مطیعا لمولاه أو عاصیا دلیل علی أن السبب الوحید هو الحب للمولی تعالی أو معاداته، و من هنا جاء الحدیث النبوی: «إنما الأعمال بالنیات». [8] مثوبة و عقوبة، و من حیث الشر و الخیر.



[ صفحه 437]




[1] حرف الميم مع النون.

[2] حرف الميم مع النون.

[3] حرف اللام مع الياء.

[4] المؤمنون 103 - 101، عيون أخبار الرضا 237:2.

[5] البحار 111 - 109/1، و ص 159 - 158.

[6] البحار 187:1.

[7] المصدر.

[8] أمالي الشيخ 231:2، و حرف اللام مع الألف.